أخبار طبية

تأخير العشاء وساعات الأكل الطويلة المرتبطة بالاكتئاب والقلق لدى عمال المناوبات


ليس فقط ما تأكله، ولكن أيضًا متى تأكله هو ما يؤثر على صحتك. كشفت دراسة أن توقيت الوجبات يلعب دورًا حاسمًا في الصحة العقلية، حيث يرتبط تأخير جداول تناول الطعام بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، خاصة بين العاملين في المناوبات.

بحثت الدراسة التي نشرت في مجلة Jama Network في العلاقة بين الإيقاع الغذائي والصحة العقلية بين موظفي شركات الطيران الذين يعملون في نوبات عمل. وبعد فحص 22617 مشاركًا، كشف الباحثون أن توقيت الوجبة، وفترة تناول الطعام الطويلة (أكثر من 12 ساعة)، وتأخير العشاء لها ارتباطات بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، بغض النظر عن نوبة العمل.

خلال الدراسة، قام الباحثون بتتبع الأوقات التي تناول فيها المشاركون وجبتي الإفطار والعشاء، والفترات الفاصلة بين الوجبات. ثم قاموا بمقارنة هذه البيانات مع نتائج أفراد الطاقم في أدوات فحص القلق والاكتئاب.

وكانت النتائج مذهلة: فقد واجه العاملون في الورديات اليومية الذين أخروا العشاء بعد الساعة الثامنة مساءً خطر الإصابة بالاكتئاب وخطر القلق بنسبة 78٪ مقارنة بأولئك الذين تناولوا الطعام في وقت مبكر. كما أن تأخير الإفطار إلى ما بعد الساعة 9 صباحًا ارتبط بزيادة بنسبة 73% في خطر الاكتئاب وزيادة بنسبة 79% في القلق.

وبالمثل، كان العمال الذين يعملون في نوبات ليلية أو في يوم عطلة أكثر عرضة لخطر القلق أو الاكتئاب المرتبط بتأخير الوجبات.

“على وجه التحديد، وجدنا أن توقيت الوجبة (الإفطار المبكر والمتأخر [before 8 a.m. and after 9 a.m.] وكذلك العشاء المتأخر [after 8 p.m.]وكتب الباحثون: “كان مرتبطا بالاكتئاب والقلق بغض النظر عن نوبة العمل”.

ومع ذلك، فإن أولئك الذين قصروا وجباتهم على 12 ساعة كل يوم، تمتعوا بانخفاض خطر القلق بنسبة 16% وانخفاض بنسبة 19% في الاكتئاب، مقارنة بالأفراد الذين لديهم جداول أكل غير منتظمة.

على الرغم من أن الدراسة لم تستكشف الآلية الدقيقة التي يؤثر بها توقيت الوجبة على الصحة العقلية، إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن ذلك قد يكون بسبب تأثير توقيت الوجبة على دورة النوم / الاستيقاظ في الجسم، أو إيقاع الساعة البيولوجية. يمكن أن تؤدي الاضطرابات في هذا الإيقاع إلى تغيير عملية التمثيل الغذائي، مما قد يؤثر بعد ذلك على الحالة المزاجية والصحة العقلية العامة.

وخلص الباحثون إلى أن “نتائج هذه الدراسة تشير إلى الحاجة إلى تدخلات وسياسات داعمة تساعد في التخفيف من الآثار السلبية للعمل بنظام الورديات وساعات العمل غير المنتظمة على الصحة العقلية بين أفراد طاقم الطيران، وعلى نطاق أوسع، بين العاملين في الورديات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى