أخبار طبية

الأكل المتطلب لدى الأطفال الصغار المرتبط بالوراثة، قد يستمر حتى مرحلة المراهقة المبكرة: دراسة


هل تتعامل مع طفل صغير يصعب إرضاءه عند تناول الطعام وتشعر أن هذا خطأك؟ تشير دراسة حديثة إلى أن الأمر قد لا يتعلق بتربيتك على الإطلاق! ووجد الباحثون أن تناول الطعام الانتقائي يتأثر إلى حد كبير بالوراثة، وأن الأطفال الذين لديهم مثل هذه السمات قد يستمرون في هذه العادة حتى مرحلة المراهقة المبكرة.

الانزعاج من تناول الطعام هو الميل إلى تناول مجموعة صغيرة من الأطعمة غالبًا بسبب الشكاوى حول القوام أو الأذواق أو التردد البسيط في تجربة أطعمة جديدة. يمكن أن يكون انتقائي الطفل في تناول الطعام مصدرًا رئيسيًا للإحباط بالنسبة للآباء، لأنه يجعل تقديم أطعمة جديدة أمرًا صعبًا ويثير المخاوف بشأن ما إذا كانوا يحصلون على التغذية المناسبة للنمو والتطور الصحي.

وتوصل الباحثون في أحدث دراسة نشرت في مجلة علم نفس الطفل والطب النفسي إلى النتائج بناء على دراسة استقصائية شملت آباء 4804 توأم ولدوا في إنجلترا وويلز في عام 2007. وتمت متابعة المشاركين عندما كان أطفالهم بين الأعمار من 16 شهرًا إلى 13 عامًا.

تشير نتائج الاستطلاع إلى أن متوسط ​​مستويات الرغبة في تناول الطعام ظلت مستقرة نسبيًا مع مرور الوقت، مع ذروة ملحوظة في سن السابعة تقريبًا. بعد هذه النقطة، كان هناك انخفاض طفيف في سلوكيات الأكل الانتقائية.

وجاء في البيان الصحفي: “لقد خلصوا إلى أن الاختلافات الجينية في السكان تمثل 60% من التباين في الاهتمام بالطعام عند عمر 16 شهرًا، وترتفع إلى 74% وأكثر بين سن 3 و13 عامًا”.

ولاحظ الباحثون أن العوامل البيئية المشتركة، مثل أنواع الأطعمة المتوفرة في المنزل، كانت مهمة فقط خلال مرحلة الطفولة بالنسبة للتوائم. ومع ذلك، مع تقدمهم في السن، لعبت التجارب الفريدة مثل وجود أصدقاء مختلفين دورًا أكبر في تشكيل عاداتهم الغذائية.

“إن الانزعاج من تناول الطعام أمر شائع بين الأطفال ويمكن أن يكون مصدرًا رئيسيًا للقلق بالنسبة للآباء ومقدمي الرعاية، الذين غالبًا ما يلومون أنفسهم على هذا السلوك أو يلومهم الآخرون. نأمل أن يساعد اكتشافنا بأن الأكل المتطلب هو أمر فطري إلى حد كبير في تخفيف اللوم الأبوي. وقالت الدكتورة زينب ناس، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن هذا السلوك ليس نتيجة الأبوة والأمومة، كما تظهر دراستنا أن الأكل المتطلب ليس بالضرورة مجرد “مرحلة”، ولكنه قد يتبع مسارًا مستمرًا.

إذن ما هو المخرج؟ وبينما يؤكد الباحثون على أن العوامل الوراثية تدفع إلى حد كبير إلى الاهتمام بالطعام، إلا أنهم لاحظوا أيضًا أن البيئة تدعم ذلك. وهذا يعني أنه على الرغم من عدم قدرتك على تغيير الوراثة، فإن خلق بيئة أكل إيجابية ومتنوعة يمكن أن يساعد في التأثير على عادات الأكل لدى الطفل بمرور الوقت.

“العوامل البيئية المشتركة، مثل الجلوس معًا كعائلة لتناول وجبات الطعام، قد تكون مهمة فقط في مرحلة الطفولة المبكرة. ويشير هذا إلى أن التدخلات لمساعدة الأطفال على تناول مجموعة واسعة من الأطعمة، مثل تعريض الأطفال لنفس الأطعمة بشكل متكرر بانتظام وتقديمها لهم”. وقالت كبيرة الباحثين البروفيسور كلير لويلين: “قد تكون مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات أكثر فعالية في السنوات الأولى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى